حمل مصحف

//

الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟/ وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام/ الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا.قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية / مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر /أُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما/ ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

//

حمل المصحف

الأربعاء، 19 يناير 2022

معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها/لا أحد أحفظُ للمعروف من الله/الرحمة كلمة صغيرة ولكن/فوائد لبعض الأحاديث ( المجموعة الأولى)/...



من صيد الخاطر
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الوكيل)
د. باسم عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ آل عمران: ١٧٣.
وقال تعالى: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ﴾ النساء: ٨١.
وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ الزمر: ٦٢.
- المعنى:
الوكيل في لغة العرب: هو من يُسنَد إليه القيام بأمرٍ ما، يقال: وكّلتُ أمري إلى فلان، أي: جعلتُه يلي أمري دوني، وينظر فيه، ويتكفّل به.
فالله الوكيل، أي الذي توكّل بأمر الخلائق فَحفِظَها، وتكفَّل بأرزاقها ومصالحها، وقام بأمورها، لعجزها وضعفها، قال الزجّاجي: "الوكيل: فعيل من قولك وكّلتُ أمري إلى فلان وتوكّل به، أي: جعلته يليه دوني وينظر فيه، فالله عز وجل وكيل عباده، أي: كافيهم أمورهم وأسبابهم، كما يقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، تأويله كافينا الله ونعم الكافي، والوكيل: الكفيل أيضاً، كذلك قالوا في قوله تعالى عزَّ وجلَّ في سورة يوسف: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ أي: كفيل". (اشتقاق أسماء الله الحسنى)
وهو سبحانه الوكيل، الذي يتولّى بإحسانه أمور عباده المتقين، الذين يتوكّلون عليه، ويفوّضون أمورهم إليه، ويعتمدون عليه، مع بذلهم للأسباب الشرعية، فيكفيهم الله تعالى، ويغنيهم ويرضيهم، فالمتوكّلون يَكِلون كل أمورهم إلى الوكيل، وهو سبحانه يكفيهم، ويدبر أمورهم، ويحفظهم بحفظه، ويرعاهم برعايته، ويؤيدهم بتأييده، فهو القادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- مقتضى اسم الله الوكيل وأثره:
اسم الله الوكيل يدل المسلم على من يعتمد عليه، ويفوّض الأمر إليه، فالمسلم العارف بربه باسمه الوكيل يعتمد عليه في الأمور كلها، ويفوّض نتائج الأمور وعواقبها إليه، مع الأخذ بالأسباب المقدورة والمستطاعة، ومن توكّل على الله تعالى فقد كفاه وأغناه، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ الطلاق: ٣.
بل إن التوكّل على الله من الأمور المطلوبة شرعاً، فقد أمر الله عزَّ وجلَّ بالتوكّل، قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ المائدة: ٢٣، وقد أثنى الله تعالى على المتوكّلين عليه، فقال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ الأنفال: ٢.
======
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الحكيم - الحكم)
د. باسم عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ آل عمران: ٦.
ومن السنة: عَنْ هَانِئٍ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه، أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ، فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟) فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي، فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (مَا أَحْسَنَ هَذَا! فَمَا لَكَ مِنْ الْوَلَدِ؟) قال: لِي شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قال: (فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟) قُلْتُ: شُرَيْحٌ، قال: (فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ) رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود)، وشعيب الأرنؤوط في تحقيقه على (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان).
- المعنى:
الحكيم على وزن فعيل، فهو صيغة مبالغة، وله معنيان:
المعنى الأول: إحكام الشيء وإتقانه ووضعه في مواضعه.
قال الحَليمي في معنى الحكيم: "الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم". (الأسماء والصفات البيهقي)
وقال ابن كثير: "الحَكِيمُ فِي أفعاله وأقواله فيضع الأشياء فِي مَحَالِّهَا بحكمته وعدله". (تفسير ابن كثير)
ومن حكمته أنه أحكم آيات القرآن الكريم، كما قال تعالى: ﴿ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ يس: ١، ٢، أي: المحكَم في نَظْمِه وأسلوبه وعقائده وأحكامه، فليس فيه تعارض ولا تناقض ولا نقص ولا عيب، لأنه منزل من الحكيم العليم.
المعنى الثاني للحكيم: بمعنى الحَكَم والحاكم بين عباده، الذي يقضي ويفصل بينهم بالحق، وبهذا المعنى يكون الحكيم مرادف للحَكَم.
قال تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ﴾ الأنعام: ١١٤، أي: أفغير الله أطلب قاضياً بيني وبينكم، فالله وحده المستحق لأن يكون حاكِماً، لأنه خير الحاكِمين، وأحكم الحاكِمين، وأعدل العادلين.
فالذي يظهر أن اسم الحكيم يشمل المعنيين الأول والثاني، واسم الحَكَم ظاهر في المعنى الثاني كما دلّ على ذلك حديث هانئ بن يزيد رضي الله عنه السابق.
- مقتضى اسمي الله الحكيم الحكم وأثرهما:
ينبغي للمسلم إذا عرف ربه باسميه الحكيم والحَكَم أن يوقن بأن كل ما في الكون على وفْق حكمته سبحانه وتعالى، وأنه ما من شيء إلا وقد أحكمه الله وأتقن صنعه، وأنه لم يخلق الكون عبثاً، فلا تخلو أفعاله من حِكْمة، سواء ظهرت للإنسان أم خفيت.
كما يقتضي هذان الاسمان وجوب التحاكم إلى الله تعالى، لأن حُكْمَه هو الحق والعدل، قال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ الشورى: ١٠، وقد حذّر الله تعالى من ترك التحاكم بما أنزل الله، فقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ المائدة: ٤٤، وقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ المائدة: ٤٥، وقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ المائدة: ٤٧.
==============
لا أحد أحفظُ للمعروف من الله
أدهم شرقاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
كان مجلسه دوماً مدرسةً للدين والدنيا معاً، يكفي أن تقرأ سيرته بعقلك لتفهم، وأن تقرأ بقلبك لتتهذَّبَ وتلين! وإلى مجلسه جاء الأقرع بن حابس، وفي المجلس الحسن بن علي، طفلٌ صغيرٌ يلعب، فأخذه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقبَّله…
فقال له الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ أحداً منهم قط!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يَرحم لا يُرحم!
وجاءه أعرابي، والحسن بين يديه طفلا صغيرا يلعب، فأخذه وقبَّله، فقال الأعرابي: تُقبِّلون الصبيان؟ أما نحن فما نُقبِّلهم!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أَوَأملكُ لكَ أنْ نزعَ اللهُ من قلبك الرَّحمة!
من لا يَرحَمُ لا يُرحم!
إنَّ من عدل الله سبحانه أنه جعل الجزاء من جنس العمل! جزاء الخير خيرٌ مثله، وجزاء الشر شر مثله!
ما غرقَ فرعونُ إلا لأنه كان يقول «أليسَ لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي»! فأجرى الله تعالى ماء البحر من فوقه!
وإخوة يوسف عليه السلام الذين ألقوه بأيديهم في الجب، مدُّوا أيديهم بعد ذلك يستعطونه لمّا صار عزيز مصر!
وإن الشهيد لا يُفتن في قبره لأنه تكفيه بارقة السيوف فتنة!
وإنَّ أول المخلوقات يُكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ذلك لما أكلتْ النار التي ألقاه فيها قومه من ثيابه!
هذه الدنيا تدور، وكل ساقٍ سيُسقى من الكأس التي سقى منها غيره، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ!
كل صدقة تضعها في يد فقير هي حفظ لك أن تقف ذات يوم تمدُّ يدك وتطلب الصدقة من أحد!
كل مريضٍ أنفقتَ في علاجه هو حصانة أن يُصيبك ذلك المرض!
كل دمعةٍ مسحتها بيدك هي يد تخبئها للزمن إن جرتْ يوماً دمعتك!
كل يد مساعدة أقمتَ فيها متعثراً هي يد تخبئها للغد، إن تعثرتَ وجدتَ من يُقيمك!
كل مظلوم أعنته هو جندي تُخبئه للغد يُعينك إن ظُلمتَ يوماً!
كل كلمة طيبة قلتها في غياب أحد هي كلمة طيبة سيقولها أحد عنك في غيابك!
كل عرضٍ دافعتَ عنه كأنه عرضك هو عرضك الذي تحميه في المستقبل إن أراد أحد أن ينال منه!
حتى الدعاء للميت هو دعاء لكَ تخبئه حين تموت، فكلما رفعتَ يدك تدعو لميت سيجعل الله من يرفع يديه ليدعو لك وأنتَ ميت!
لا أحد أحفظُ للمعروف من الله، أما رأيتَ كيف أرسلَ نبياً وولياً صالحاً ليُقيما جدار غلامين يتيمين لأن أباهما كان صالحا؟!
بقلم: أدهم شرقاوي
=========
الرحمة كلمة صغيرة ولكن …❣️
بسم الله الرحمن الرحيم
💝 (إن الرَّحْمَة كلمة صغيرة.. ولكن بين لفظها ومعناها من الفرق مثل ما بين الشمس في منظرها، والشمس في حقيقتها.
❤️لو تراحم النَّاس لما كان بينهم جائع، ولا مغبون، ولا مهضوم، ولأقفرت الجفون من المدامع، ولاطمأنت الجنوب في المضاجع،ولمحت الرَّحْمَة الشقاء من المجتمع، كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام.
💔أيُّها الإنسان ارحم الأرملة التي مات عنها زوجها، ولم يترك لها غير صبية صغار، ودموع غزار، ارحمها قبل أن ينال اليأسمنها، ويعبث الهم بقلبها، فتؤثر الموت على الحياة.
💓ارحم الزوجة أم ولدك، وقعيدة بيتك، ومرآة نفسك، وخادمة فراشك؛ لأنَّها ضعيف؛ ولأنَّ الله قد وكل أمرها إليك، وما كان لكأن تكذب ثقته بك.
💖ارحم ولدك وأحسن القيام على جسمه، ونفسه، فإنَّك إلا تفعل قتلته أو أشقيته فكنت أظلم الظالمين.
❤️ارحم الجاهل، لا تتحين فرصة عجزه عن الانتصاف لنفسه، فتجمع عليه بين الجهل والظلم، ولا تتخذ عقله متجرًا تربح فيه،ليكون من الخاسرين.
💞ارحم الحيوان؛ لأنَّه يحس كما تحس، ويتألم كما تتألم، ويبكي بغير دموع ويتوجع.
❤️‍🩹ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها، ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء، وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير، إنَّ اللهوهبها فضاء لا نهاية له، فلا تغتصبها حقها، فتضعها في محبس لا يسع مد جناحها، أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصركوراءها، لتسمع تغريدها فوق الأشجار، وفي الغابات، وعلى شواطئ الأنهار، وترى منظرها وهي طائرة في جو السماء، فيخيَّلإليك أنَّها أجمل من منظر الفلك الدائر، والكوكب السيَّار.
💟 أيها السعداء أحسنوا إلى البائسين والفقراء، وامسحوا دموع الأشقياء، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
📚((مؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي الكاملة)) (ص 88).📚
=========
فوائد لبعض الأحاديث ( المجموعة الأولى)
أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد من حديث أثر الصحبة
عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) " . رواه البخاري (6169)، ومسلم (2640).
ـ الفوائد من حديث أثر الصحبة:
1ـ إذا علمت أنك إذا أحببت امراءاً كنت رفيقه في الآخرة، فاختر لنفسك من تحب أن تفوز برفقته، قال أنس رضي الله عنه: أُحبُ الله ورسولهُ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
2ـ حرص الصحابة على الأسئلة النافعة التي تفيد المرء في دينه ودنياه.
3ـ أن المرء مع من أحب، فمن أحب أهل الخير والصلاح فهو معهم في الدنيا والآخرة، ومن أحب أهل الفجور والفساد فهو معهم في الدنيا والآخرة.
4ـ للجليس أثر على من يجالسه في شخصيته وسلوكه وأعماله، وإذا أردت أن تعرف شخصاً فاسأل عن جلسائه تعرف من يكون.
5ـ من صفات الجليس الصالح: الصدق، والأمانة، وحسن المعاملة، وبر الوالدين، وطاعة الله، وحسن الخلق، وغيرها.
6ـ من صفات جليس السوء: الكذب، بعيد عن الله، عاق لوالديه، الشتم، اللعن، الغيبة، التكبر، فعل المحرمات، وغيرها.
الفوائد من حديث أذكار الصباح والمساء
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ) مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ(. أخرجه الترمذي (3388)
ـ الفوائد من حديث أذكار الصباح والمساء:
1ـ الأسباب التي تحميك من الشر والأذى نوعان:
أـ أسباب مادية: مثل أخذ الدواء عند المرض، والاحتراز من البرد بلبس الثياب الشتوية، ورابط الحزام عند قيادة السيارة.
ب ـ أسباب شرعية: مثل قراءة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
2ـ ينبغي عليك أن تهتم بالأسباب الشرعية والأسباب المادية المشروعة ولا تهمل شيئاً منها.
3ـ من الذكر المقيد أذكار الصباح والمساء، ومنها ماورد في الحديثين السابقين، ومنها: آية الكرسي والمعوذات.
4ـ إذا نسيت أن تقول أذكار الصباح والمساء في وقتها المخصص لها، فقُلها في الوقت الذي تذكرها فيه.
الفوائد من حديث التوبة والاستغفار
عن الأغرّ المُزنيَّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم (2702) .
ـ الفوائد من حديث التوبة والاستغفار:
1ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من التوبة والاستغفار، استجابة لأمر الله تعالى، كما في قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا). (سورة النصر: آية:3). مع أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
2ـ حاجتك للتوبة والاستغفار كحاجتك للطعام والشراب والهواء، فالذنب لا يسلم منه أحد، كما لا يسلم من التقصير في طاعة الله وشكر نعمته.
3ـ التوبة الصحيحة هي ما تحققت شروطها، وهي: الندم، العزم على عدم العودة، الإقلاع عن الذنب.
4ـ أن تكون التوبة في وقت قبولها، فهناك أوقات لا تقبل فيها التوبة، كالتوبة عند خروج بعض علامات الساعة الكبرى، أو التوبة عند غرغرة الروح حين معاينة الموت.
5ـ إن كان الذنب في حق آدمي فإنه يضاف شرطٌ رابعٌ وهو التحلل منه.
6ـ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا في أحوالنا كلها، لذا يشرع الإكثار من قول: (أستغفر الله وأتوب إليه) في اليوم والليلة.
7ـ ذكر ابن القيم رحمه الله في كتاب (الوبلُ الصيّبُ) أكثر من سبعين فائدة للذكر، منها: أنه يطرد الشيطان، ويرضي الله عز وجل، ويزيل الهمَّ والغمَّ عن القلب، ويجلب للقلب الفرح والسرور، ويقوي القلب والبدن.
8ـ أفضل الاستغفار الدعاءُ بسيد الاستغفار كما جاء عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ). رواه البخاري (6306)
الفوائد من حديث الذكر بعد الصلاة
1ـ عن ثوبان رضي الله عنه، قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ). أخرجة مسلم (591)
2ـ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (إِنِّي لَأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ، فَقُلْتُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ). أخرجة البخاري (690)
ـ الفوائد من حديث الذكر بعد الصلاة:
1ـ الذكر لا ينقطع عنه المؤمن بعد أداء العبادة، بل يستمر قلبه ولسانه في ذكر الله تعالى، فالصلاة وهي من أفضل العبادات إذا انتهى منها المؤمن فإنه يذكر الله تعالى.
2ـ يُسن لك بعد السلام من الصلاة، أن تقول أذكاراً منها: آية الكرسي والمعوذات.
3ـ الاستغفارُ بعد الصلاة مباشرةً تذكيرٌ للمرء ألا يغتر بعمله الصالح، وأنه يحتاج إلى مغفرة لإكمال نقصه وخلله.
4ـ اشتمال الذكر على أسماء الله الحسنى كـالسلام فيه تعظيمٌ لله وثناءٌ عليه بأسمائه الحسنى وهو من أفضل الذكر.
5ـ حسنُ العبادة هو الإخلاصُ لله فيها، واستكمالُ شروطها وأركانها وواجباتها وسننها، ومن الأمثلة إحسان العبادة: من إحسان الصلاة التزامُ الذّكر بعدها، ومن إحسان الذكر حضور القلب.
6ـ ومن الأمثلة على عدم إحسان العبادة: من عدم الإحسان في الصدقة: إتباعها بالمنَّ والأذى، ومن عدم إحسان الصلاة العجلة وترك الطمأنينة.
7ـ أنت بحاجة إلى عون ربك في جميع أمورك، فاحرص على الاستعانة بالله، ولا تعتمد على قوتك واجتهادك وذكائك، فالأمر كله بيد الله، فقد كان النبيُ صلى الله عليه وسلم يكثر من طلب العون من الله.
8ـ يُستحبُ للمؤمن إذا أحبّ أخاه في الله أن يخبره بذلك، بيقول: إني أحبك في الله، ومن السُنة أن يرد الآخر بــ: أحبك الله الذي أحببتني من أجله.
9ـ من علامات محبتك لأخيك المسلم أن تدله على ما يقربه إلى الله وتوصيه به، كما أوصى النبيُ صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه بهذا الدعاء الجامع للخير.
10ـ الذكر والشكر من العبادات الداخلة في قوله: (وحسن عبادتك) وإنما خصها بالذكر هنا وقدمها لأهميتها.
الفوائد من حديث حسن الخلق
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ). أخرجه أحمد (17732).
ـ الفوائد من حديث حسن الخلق:
1ـ من الأخلاق الحسنة: طيب الكلام، واللين والرفق مع الناس، والابتسامة والبشاشة في وجوههم، والتواضع لهم.
2ـ من الأخلاق السيئة: سوء الكلام، وكثرته من غير حاجة، والغلظة والشدة مع الناس، وتعبيس الوجه لهم، وكل ذلك مما يُعد ُّ من ثمرات سوء الخلق التي تُورث بغض الناس في الدنيا، والبُعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
3ـ الثرثرةُ منهيٌ عنها، سواءً أكانت كلاماً مباشراً أم عبر الوسائل المختلفة، مثل: الهاتف، وبرامج التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية، وغير ذلك.
4ـ التحلي بالخلق الحسن عبادةٌ تقربك إلى الله، وتجعلك من أقرب الناس مجلساً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وتكون بمنزلة من يقوم الليل تطوعاً بالصلاة، ومن يصوم النهار تطوعاً.
5ـ من ثمرات حسن الخلق في الدنيا: يجعل لك محبةً وقبولاً عند الله، ويدعون لك.
6ـ احرص على أن تتخلق بالأخلاق الحسنة، وأن تصاحب ذوي الأخلاق الحسنة، واحذر من الأخلاق السيئة، ومصاحبة ذوي الأخلاق السيئة.
7ـ التأكيد على أهمية حُسن الخُلق قال ابن مبارك رحمه الله في تفسيره: هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى.
الفوائد من حديث شكر الله تعالى
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : (قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ : ( أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ). رواه البخاري (4836) ومسلم ) 2819(.
ـ الفوائد من حديث شكر الله تعالى:
1ـ تأمل في جسمك بعض نعم الله تعالى عليك: السمع، والبصر، وسلامة العقل، والحركة، وغيرها.
2ـ تأمل فيما حولك بعض نعم الله تعالى عليك: الأمن، والرزق، والدين، والصحة، والوالدين، وغيرها.
3ـ إن شكر الله تعالى على هذه النعم يزيدها ويُبقيها، وعدم شكرها يزيلها ويُفنيها، يدل لذلك قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
4ـ حقيقةُ شكر الله تعالى على نعمه تقتضي:
أـ أن تعترف بقلبك أن كل النعم من الله تعالى.
ب ـ أن تشكر الله تعالى بلسانك على هذه النعم.
ج ـ أن تستخدم هذه النعم فيما يُرضي الله تعالى ويحبه.
5ـ أن قدوتَنا صلى الله عليه وسلم أفضلُ الشاكرين، فلما أنعم الله تعالى عليه بمغفرة ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، شكر الله تعالى على ذلك واجتهد في طاعة الله، وقام الليل حتى تورمت قدماه من كثرة قيامه وتهجده لله.
6ـ شكر الله تعالى على نعمه يكون بالاجتهاد في طاعته وعبادته، فلا تستخدم هذه النعم فيما يغضب الله.
7ـ من عدم شكر الله تعالى على النعم استعمالها فيما حرَّمه الله تعالى، أو عدمُ الثناء عليه بها أو ذمها.
8ـ من الآداب المستحبة إذا قدَّم لك أحدٌ طعاماً تشتهيه: أن تأكل منه ما يكفيك وان تُظهر السرور والفرح وأن تُثني خيراً من صنعه وجهزه لك.
الفوائد من حديث فصل التسبيح والتحميد
عن أَبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم ): الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْض). رواه مسلم (223)
ـ الفوائد من حديث فصل التسبيح والتحميد:
1ـ الله تعالى كريم عظيم، يجازي على العمل اليسير الأجر الكبير.
2ـ الطهور شطر الإيمان: أي: الوضوء والتطهُر يعد نصف الصلاة، فالإيمان هنا بمعنى: الصلاة، وهذا فيه حثّ وتأكيدٌ على العناية بالوضوء.
3ـ الحمد لله (تملأ الميزانَ)، وسبحان الله والحمد لله (تملآن ما بين السماء والأرض)، لأنها جمعت الكمال التامّ لله، فالحمد لله: ثناءٌ على الله، والله يحب المدح والثناء، و(سبحان الله): تعظيم زتنزيهٌ وتقديسٌ لله عن كل نقص وعيب.
4ـ وردت أحاديثُ كثيرةٌ فيها التسبيح والتحميد منها قوله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) أخرجه البخاري (6406) ومسلم (2694)
5ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) رواه البخاري (6405)
6ـ أخي الكريم: بعد أن علمت هذا الأجر العظيم للذكر ـ احرص على استغلال وقتك بكثرة ذكر الله في كل حال.
الفوائد من حديث فضل الدعوة إلى الله
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) رواه الترمذي (2685) وصححه الألباني
ـ الفوائد من حديث فضل الدعوة إلى الله:
1ـ من أساليب الدعوة إلى الله الترغيب وضرب الأمثال.
2ـ عِظم شرف العلماء وطلاب العلم والدعاء لهم.
3ـ الحث على توقير العلماء وطلاب العلم.
4ـ الحث على تعليم الناس الخير، لأنه سبب نجاتهم وسعادتهم.
5ـ العلماء الدعاة يقومون بوظيفة الأنبياء، وهي الدعوة إلى الله تعالى وتعليم الناس الخير، فهم ورثة الأنبياء.
6ـ طلب العلم الزائد عن الواجب أفضل من العبادات النافلة.
الفوائد من حديث كفارة الذنوب
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ). رواه البخاري (5640)
ـ الفوائد من حديث كفارة الذنوب:
1ـ ما من مصيبة تصيب المسلم فيصبر ويحتسبها عند الله تعالى، إلا كانت خيراً له، وأُجر عليها.
2ـ إذا وقعت المصيبة فيجب علينا: الصبر والاحتساب.
‏ 3ـ مما يعينك على الصبر: أن تعرف ثواب الصبر على المصيبة، وأنها أهون من غيرها.
4ـ من محبة الله لعبده المؤمن أن يبتليه بالمصيبة وذلك للمصالح الآتية:
أـ أن يكفر بها من ذنوبه ومعاصيه.
ب ـ أن يرفع بها درجته لمنزلة لم يكن يصل إليها بعمله.
ج ـ أن يتعبد الله بالصبر ويُظهر افتقاره وحاجته إليه.
5ـ من الأدعية التي يقولها المسلم عند المصيبة: الحمد لله، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها.
6ـ للصبر فوائد عظيمةٌ في الدنيا والآخرة، منها: رفعة الدرجات، محبة الله له، الجنة لمن صبر على البلاء.
7ـ التسخط من المصائب ينافي الصبر على قضاء الله تعالى، ويُوقع صاحبه في الإثم.
الفوائد من حديث محو الخطايا
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ). رواه مسلم) 251)
ـ الفوائد من حديث محو الخطايا:
1ـ إن فضل الله واسعٌ وخيرهُ كثيرٌ وقد جعل لك من الأعمال اليسيرة ما يُكفر سيئاتك ويرفع درجاتك، ومنها ما يأتي:
أـ أن تحرص على إتمام وضوئك وإكماله، مثل: غسل العضو ثلاثَ مرات، والمبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم، وتخليل ما بين الأصابع جيداً، وبخاصة عند وجود مشقة في ذلك مثل شدّة البرد.
ب ـ أن تداوم على أداء الصلاة جماعة في المسجد، وأن لا تسرع في مشيك إلى المسجد.
ج ـ أن تحرص على الصلاة وانتظارها، فتكبر للصلاة بعد سماعك الأذان، وتجلس في المسجد بعد انتهاء الصلاة المفروضة منتظراً الصلاة التي تليها، وتقرأ القرآن وتذكر الله وتستمع الذكر.
2ـ الذي لا يحسن وضوءه ولا يُطبق السنة، أو يتأخر عن ذهابه للصلاة، أو يستعجل في الخروج من المسجد بعد انتهاء الصلاة مباشرة يُفرط في خير كثير وأجر عظيم.
3ـ المواظبة على الصلاة والمُكث في المسجد لانتظار الصلاة التي تليها كالمرابطة في سبيل الله.
4ـ رحمةُ الله بعبادة حيث رتب الأجر العظيم على العمل القليل.
============
فوائد لبعض الأحاديث ( المجموعة الثانية)
أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد من حديث أعمال القلوب
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُم ْ). رواه مسلم (2564)
ـ الفوائد من حديث أعمال القلوب:
1ـ خلقك الله وجعل لك أعمالاً وعبادات متنوعة تقوم بها، منها: أعمال الجوارح، كالصلاة والزكاة والحج والصيام والصدقة والعمرة وذكر الله وغض البصر وهي مهمة، وتُعد أثراً لأعمال القلب.
2ـ من أعمال القلب، الإخلاص لله والمحبة له، والتوكل عليه، والرجاء والخوف والتوبة والتقوى والايمان به، وهي أهمّ، وتُعد أساساً لعمل الجوارح.
3ـ الله تعالى يفاضل بين الناس يوم القيامة على حسب ما في قلوبهم من تقوى وخوف منه، وليس على حسب وجوههم أو أجسامهم أو أموالهم أو غير ذلك.
4ـ العاقل لا يعتني بمظهره وشكله ولباسه فقط، بل لا بد أن يكون معتنياً كذلك بقلبه حتى يكون قلباً سليماً.
5ـ القلب السليم هو القلب الذي ينجو صاحبة يوم القيامة.
6ـ كيف تعتني بقلبك حتى يكون قلباً سليماً؟
أـ يكون قلبك سليماً إذا امتلأ القلب بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم أوامر الدين والعمل بها.
ب ـ ويكون سليماً إذا نُقي من الأمراض المفسدة والمهلكة له كالحسد والكبر والغرور وسوء الظن.
الفوائد من حديث بر الوالدين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ) قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ) .رواه مسلم (2551)
ـ الفوائد من حديث بر الوالدين:
1ـ إن حق الوالدين عليك عظيم، وفضلهما عليك كبير، فحقهما أعظم حق بعد حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفضلهما عليك أعظم فضل بعد فضل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2ـ من فضل الوالدين عليك أن ربياك صغيراً، وينصحونك، وينفقون عليك، ويقومون بتلبية حاجتك، وسعى في تدريسك.
3ـ من حق الوالدين عليك الطاعة في المعروف، وخفض الجناح، وعدم رفع الصوت عليهما، وقضاء حوائجهما، ولين القول معهما.
4ـ إذا كبر الوالدان، وضعف منهما الجهد، ورقّ منهما العظم، واحتاجا العون، فسيجنون ثمرة زرعهما، وزهرة عيشهما في ملازمتك لقدميهما، وقيامك على خدمتهما، وأنت تردد ربَّ ارحمهما كما ربياني صغيراً.
5ـ البر بالوالدين من أيسر أسباب دخول الجنة، فالولد أوسط أبواب الجنة [أخرجه الترمذي:1900].
6ـ من فرط في حق والديه، فلم يقم ببرّهما، لحقه الذُلُّ والصَّغار في الدنيا والآخرة.
7ـ من صور التفريط في حق الوالدين: الانشغال بالسفر والتنزه مع وجود حاجتهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفف منهما.
8ـ من عقوق الوالدين التفريط في حقهما وترك بِرهما وإيصال الأذى إليهما سواءً كان حسيّاً أو معنوياً.
==============
فوائد لبعض السور القرآنية القصيرة
أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد من سورة الزلزلة
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
ـ الفوائد من سورة الزلزلة:
1ـ إن لكل بداية نهاية، وقد خلق الله الأرض والسماوات وستنتهي لغاية.
2ـ يوم القيامة يوم شديد الأهوال، تحصل فيه أمور عظيمة.
3ـ الأرض من مخلوقات الله المطيعة له، فهي لا تعصيه، ولا تعمل شيئاً إلا بعد أن يأذن الله لها.
4ـ إن من عدل الله أنه يجازي الإنسان على كل ما يفعله مهما قلّ وصُغرَ.
5ـ على المسلم أن يفعل الخير ولا يحقر المعروف ولو كان صغيراً، ولا يعمل الشر ولو كان قليلاً.
الفوائد من سورة العاديات
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
ـ الفوائد من سورة العاديات:
1ـ من طبيعة الإنسان نسيانه لنعم الله تعالى عليه، لا سيما عندما يصاب بمصيبة، لذلك قال تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
2ـ من طبع الإنسان حبه الشديد للمال، ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون حبه لله تعالى ولطاعته أشد، حتى لا يحمله حبه الشديد للمال على عدم أداء حق الله فيه كالزكاة.
3ـ الله سبحانه وتعالى مطلع على عباده، وشاهد على ما تكنه صدورهم من حب المال وغيره، فلا تخفى عليه خافية.
4ـ التذكير ببعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء، مما يبعث على شكر الله تعالى، وطاعته واتباع شرعه.
5ـ مردُّ الناس إلى ربهم، وهو الخبير بأعمالهم، وسيجازيهم عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
الفوائد من سورتي الاخلاص والمسد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) (4)
ـ الفوائد من سورة الإخلاص:
1ـ الله تعالى واحد في ربوبيته فلا ند له، وواحد في أسمائه وصفاته، فلا شبيه له.
2ـ الله تعالى غني عن خلقه، وجميع الخلق مفتقر إليه سبحانه، إذا هو المقصود في قضاء الحوائج.
3ـ الله تعالى منزه عن اتخاذ الزوجه، ومنزه عن أن أيكون له ولد أو والد، لكماله وغناه.
4ـ إثبات أسماء الله تعالى وصفاته الواردة في كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
ـ الفوائد من سورة المسد:
1ـ من لطائف القرآن أنه ذكر كنية أبي لهب، ولم يذكر اسمه (عبد العزى)، لأنه اسم مخالف لشرع الله.
2ـ من دلائل صدق القرآن أنه أخبر عن أبي لهب وزوجته أم جميل أنهما سيموتان على الكفر، فماتا ولم يؤمنا.
3ـ قرابة المرء من الأخيار لا تنفعه عند الله، إذا لم يكن مؤمناً، كما أن القرابة لا تنفع الإنسان عند الله فكذلك المال والأولاد.
4ـ الجزاء من جنس العمل، فلما كانت أم جميل تحمل الحطب الذي فيه شوك وتلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الله ـ مقابل ذلك ـ تحمل في عنقها حبلاً من ليف في النار يوم القيامة.
5ـ لما كان الجيد من أشرف مواطن المرأة حيث تضع عليه القلادة للزينة، أهان الله امرأة أبي لهب في الآخرة بأن جعل في جيدها ذلك الحبل من الليف الخشن تُعذب به في النار.
ـ لسورة الإخلاص فضل عظيم، حيث خصها الله بخصائص منها:
1ـ أنه تشرع القراءة بها مع سورة الكافرون في ركعتي الطواف، وفي الركعتين قبل الفجر، وفي الركعتين بعد المغرب.
2ـ أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ (قل هو الله أحد) يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن). أخرجه البخاري (5013)
الفوائد من سورتي التكاثر والقارعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) (8)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
ـ الفوائد من سورتي التكاثر والقارعة:
1ـ ما من إنسان إلا سيرى النار بعينه، وذلك يوم القيامة.
2ـ كل نعيم أنعم الله به على عباده من أكل وشرب وصحة أمن ومال وغيرها، فسيسألهم عنها ماذا عملوا بها.
3ـ أن لكل بداية نهاية، وقد خلق الله الأرض والسماوات وستنتهي لغاية.
4ـ على المسلم أن يفعل الخير ولا يحقر المعروف ولو كان صغيراً، ولا يعمل الشر ولو كان قليلاً لأن الله سيحاسبه.
5ـ يرد الاستفهام في القرآن لعدة أغراض منها التفخيم والتهويل كما في قوله تعالى: (الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3). حيث يستنتج القارئ عظمة القيامة وشدة أهواله بهذه الطريقة من الاستفهام.
6ـ في ذكر حال الجبال تنبيه على مرحلة من المراحل التي تمرُ بها، وهي أنها إذا دُكت تطايرت قطعها الصغيرة، كما يتطاير الصوف حال نفشه فتتفرق أجزاؤاه.
الفوائد من سورتي الكوثر والماعون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
ـ الفوائد من سورتي الكوثر والماعون:
1ـ من نعم الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إعطاؤه نهراً عظيماً في الجنة، وهو نهر الكوثر، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.
2ـ يجب على كل مسلم أن يخلص جميع أنواع العبادة (كالصلاة والذبح) لله تعالى، فلا يصلي إلا لله، ولا يذبح إلا لله، ولا يدعو أحداً غير الله.
3ـ الذكر الحقيقي للإنسان ليس في كثرة الولد والمال، وإنما فيما يقدمه من عمل صالح له أثر في حياة الناس.
4ـ أن الله يحب من يرحم اليتيم ويعطف عليه، ويكرم المسكين فيعطيه من رزق الله.
5ـ من تهاون بالصلاة فلم يصليها في وقتها، أو ترك بعضها فإن الله يعاقبه على تهاونه.
6ـ الصلاة ركن من أركان الإسلام، أمر الله تعالى بالمحافظة عليها، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته.
7ـ أن الله لا يقبل العمل الذي يرائي فيه العبدُ الناسَ.
8ـ من إكرام الناس حسن معاملتهم بإعارتهم ما يحتاجون من منافع الدنيا، التي لا تضر إعارتها، كأدوات الطبخ وغيرها.
الفوائد من سورتي الناس والفلق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
ـ الفوائد من سورتي الفلق والناس:
1ـ رحمة الله تعالى بعباده، حيث أرشدهم إلى ما يقيهم من الشرور، ويرفعها عنهم بعد نزولها، ومن ذلك التعوذ بهاتين السورتين العظيمتين.
2ـ يشرع للمسلم أن يعوذ نفسه بهاتين السورتين، خاصةً إذا أصابه سحر أو عين أو مرض.
3ـ عناية الله تعالى بعباده، حيث نبههم إلى أخطر الشرور التي تواجههم في حياتهم للتحرز منها والاستعاذة به من شرها، وهي شر الليل، وشر السحرة، وشر الحساد.
4ـ يجب على المسلم إذا أُصيب بسحر أو عين أن يسلك الطرق المشروعة لعلاجها، وأن يزور الطبيب لعلاج أثر ذلك، وأن يجتنب الطرق المحرمة كالذهاب إلى السحرة ونحوهم.
5ـ ينبغي للمسلم إذا رأى أخاه المسلم في نعمه أن يفرح بذلك، وأن يتمنى دوام النعمة عليه.
6ـ كما أن من الجن شياطين فإن من الإنس شياطين، لذا أرشد الله تعالى إلى الاستعاذة من شرها.
7ـ من صفات الشيطان (سواءً أكان إنسياً أم جنياً) أنه وسواس خناس، فإذا غفل العبد عن ذكر الله تعالى واسترسل مع الشيطان في أفكاره، وسوس له بالشر ومعصية الله، وإذا ذكر العبد ربه بقلبه ولسانه انخنس عنه شيطان الإنس والجن وانصرف عنه.
8ـ السحر محرم وهو كبيرة من الكبائر، وداء خطير على القلوب والأبدان.
ـ لسورتي الفلق والناس فضل عظيم، حيث خصها الله تعالى بخصائص، منها:
1ـ مشروعية القراءة بهما بعد كل صلاة مرة واحدة.
2ـ مشروعية قراءتهما ثلاث مرات كل صباح ومساء.
3ـ مشروعية قراءتهما عند النوم ثلاث مرات مع النفث في اليدين والمسح بهما ما استطاع من جسده.
4ـ عظم فضل سورتي الناس والفلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه: (ألم تر آيات أُنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط (قل أعوذ برب الفلق)،(قل أعوذ برب الناس). أخرجه مسلم (814)
الفوائد من سورتي النصر والكافرون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
ـ الفوائد من سورتي النصر والكافرون:
1ـ يجب على المسلم أن يتذكر نعم الله تعالى عليه، وأن يشكره سبحانه عليها قولاً وعملاً.
2ـ من عبد مع الله غيره فعبادته مردودة عليه، لا يقبلها الله تعالى منه.
3ـ الله تعالى واحد في ألوهيته فلا شريك له، فلا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة لغيره.
4ـ يستحب للمسلم أن يكثر من قول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يفعل ذلك كثيراً.
ـ في سورة النصر بيان أن الإسلام سينتشر، ويدخل أفواج من الناس في الإسلام بعد أن يفتح الله تعالى على نبيه مكة، وهذا ما حدث مما يشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول رب العالمين
6ـ لما فتحت مكة أزيلت الأصنام، وارتفع الأذان فوق الكعبة، وعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة، ودخلت أعداد كبيرة منهم الإسلام.
7ـ في سورة الكافرون بيان أن الله سبحانه واحد في ألوهيته فلا معبود بحق غير سبحانه.
8ـ وجوب البراءة من الشرك، واعتقاد بطلان ما عليه المشركون من عبادة غير الله تعالى.
الفوائد من سورتي الهمزة والعصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
ـ الفوائد من سورتي الهمزة والعصر:
1ـ أن الله لا يحب من يغتاب الناس ويعيبهم ويطعن فيهم، لذا توعده وهدده بالعقوبة.
2ـ الحذر مما يكون سبباً لدخول النار (كالغيبة والطعن في الناس، وأكل المال بالباطل).
3ـ في الآيات إشارة إلى عظم آفات اللسان، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، حيث قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:
(وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم). أخرجة الترمذي (6162)
4ـ أن عدم الإيمان باليوم الآخر يدفع الإنسان لعمل المعاصي المهلكة التي توصله إلى النار.
5ـ يقسم الله بما شاء من عباده، وليس لعباده إلا أن يقسموا به، أو بأسمائه وصفاته.
6ـ الأصل في الإنسان أنه هالك خاسر إلا من رحمه الله، فهاداه للإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والصبر.
7ـ من صفات المؤمنين التواصي بالخير فيما بينهم.
8ـ لا يكفي الإيمان بالقلب للنجاة من الهلاك، بل لا بد معه من العمل الصالح والصبر عليه.
9ـ المال سلاح ذو حدين فهو لأهل الإيمان والإسلام عند حسن القصد به نعمة وفضل من الله تعالى يحمدون الله تعالى عليها، وهذه سيما أهل الخير الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية.
الفوائد من سورتي قريش والفيل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
ـ الفوائد من سورتي قريش والفيل:
1ـ أعظم النعم الدنيوية على الإنسان الأمن والرزق، لذلك ذكر الله تعالى بهما قريشاً ممتناً عليهم، داعياً إلى شكرها، وذلك بعبادته وحده لا شريك له.
2ـ من تمام شكر الله تعالى القيام بعبادته على الوجه الذي يرضاه سبحانه، وذلك سبب لدوام النعم.
3ـ بيان مكانة البيت الحرام وحماية الله تعالى له من كيد الكائدين.
4ـ شدة انتقام الله تعالى ممن ينتهك حرماته، ويتعدى حدوده.
5ـ الأمن معنى شامل في حياة الإنسان، فكما يحتاج الإنسان للأمن على حياته، فهو كذلك يحتاج إلى الأمن على عقيدته التي يؤمن بها، وعلى موارد حياته المادية.
6ـ مهما اشتد كيد أعداء دين الله وعظم مكرهم، فإن كيدهم ومكرهم يكون باطلاً، لا يصلون من خلاله إلى تحقيق مآربهم، كما حصل مع أبرهة عندما أراد هدم الكعبة.
7ـ في حادثة الفيل وإهلاك الله تعالى لأبرهة وجيشه إعداد وتهيئة لمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وقعت هذه القصة في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
8ـ لله تعالى جنود كثيرة لا يعلمها إلا هو سبحانه، ومن هذه الجنود تلك الطيور التي أرسلها الله تعالى على أبرهة وجيشه.
الفوائد من حديث حقوق الأخوة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: (تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ) .رواه البخاري (12) ، ومسلم (39).
ـ الفوائد من حديث حقوق الأخوة
1ـ إطعامك للطعام علامة على الجود والكرم، وهو من الصفات التي تدل على العناية بالآخرين.
2ـ ترك الإطعام مع القدرة عليه علامة على البخل والشح وحب المال.
4ـ إطعام الطعام له صور عدة منها: بذل الطعام للفقراء والمساهمة في الجمعيات الخيرية وإعطاء الفقير مالاً.
5ـ مما يقوي المحبة وينشر المودة بين الناس إفشاء السلام.
6ـ لا يقتصر سلامك على أقربائك وأصدقائك ومعارفك، بل سلم على كل من تراه لتنال الأجر، وتنتشر المودة.
7ـ أشار الحديث إلى نوعي المكارم، لأنها إما مالية والإطعام إشارة إليها، وإما بدنية والسلام إشارة إليها.
8ـ من حسن الخلق رد التحية وإلقاؤها على المسلم وعلى غير المسلم لإبراز الوجه الحسن للمسلم والإسلام.
9ـ اهتم الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين، ومن الأمور التي شرعها لأجل ذلك: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصلة الأرحام.
الفوائد من حديث خطورة التهاجر
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: (يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ). أخرجه أحمد (158)
ـ الفوائد من حديث خطورة التهاجر:
1ـ صلة الرحم عبادة وليست مكافأة للآخرين، فلتكن صلتك لرحمك عملاً ترجو ثوابه من الله، ولا تنتظر أن يقابلك الآخرون بمثلها.
2ـ الإخلاصُ لله والرغبة فيما عنده يتجلى في حلات مثل: أن تصل من قطعك، وتعفو عند المقدرة عمن ظلمك، وتعطي من حرمك.
3ـ مقابلةُ القطيعة بمثلها تحرمك أجر الصلة وتزيد التقاطع.
4ـ مقابلةُ الإساءة بالإحسان علامة كرم النفس والرغبة في الخير.
5ـ لعظم خطورة التهاجر بين الأرحام هناك بعض الأسباب مع الحل المقترح لها:
أـ السبب الأول: حدوث مشاكل في الميراث، والحل المقترح: توزيع الميراث كما شرع الله تعالى.
ب ـ السبب الثاني: التعدي بالضرب أو السب، والحل المقترح: الردع والجزر لمن يفعل ذلك.
6ـ أحتسب الأجر في العفو عمن ظلمني ولا أبخلُ على من بخل عليّ.
7ـ أصلُ جميع أقاربي ولو وقع منهم تقصير في صلتي.
الفوائد من حديث ذا الوجهين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تَجِدُ مِن شَرِّ النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذا الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلاءِ بوَجْهٍ). رواه البخاري (6058)
ـ الفوائد من حديث ذا الوجهين:
1ـ عناية الشريعة بسد كل طريق يؤدي إلى القطعية.
2ـ الدين الإسلامي حريص على وجود المحبة والألفة بين المسلمين.
3ـ قد يستطيع الإنسان أن يخادع الناس لكن الله يراه ويعلم حاله، وسيحاسبه على ما يفعل.
4ـ فعل ذي الوجهين: يشتمل على مخالفات كثيرة منها: الكذب، والنميمة، والخيانة، والغدر.
5ـ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تحذير الأمة من كل ما يضرها.
6ـ وجوب التأكد من صحة الأخبار حتى لا تظلم الأخرين.
7ـ وصف ذو الوجهين بأنه شر الناس وليس المسلمين فقط ـ إشارة إلى أن هذا الفعل تأباه الفطرة السليمة.
8ـ استحباب الصلح بين المتخاصمين.
الفوائد من حديث ستر العورة
عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: )أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ بَلَى. قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ؛ فَادْعُ اللَّهَ لِي!! قَالَ) :إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ) فَقَالَتْ : أَصْبِرُ . فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا). رواه البخاري (5652) ، ومسلم (2576)
ـ الفوائد من حديث ستر العورة:
1ـ الاهتمام بستر العورة دليل على سلامة الفطرة وصدق الحياء، فلتسع إلى استكمال حيائك بعد كشف العورة والحرص على الالتزام باللباس الساتر.
2ـ من صفات المسلم الحرص على تجنب كل مايؤدي إلى انكشاف عورته، سواء في نوع اللباس أو طريقة لبسه أو في هيئة الجلوس أو غير ذلك.
3ـ من المواطن التي يتساهل فيها كثير من الناس بانكشاف العورات: السباحة، النساء في الأعراس، الملابس الكاشفة للعورة، وهذه ليست من المواطن التي يعذر فيها كشف العورة.
4ـ التساهل في ظهور العورة يدل على ضعف الحياء، ويؤدي إلى مفاسد كثيرة، منها: أنتشار الفواحش، فساد المجتمع، ظهور الفتن.
5ـ المرأة بطبيعتها أشد حياء من الرجل، ولذا أمرتها الشريعة بما يتوافق مع فطرتها من الستر، وأوصى بهن النبي صلى الله عليه وسلم خيراً وأعطاهن الكثير من الحقوق التي حُرمن منها قبل الإسلام.
الفوائد من حديث صفات المنافقين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) رواه البخاري (33) ، ومسلم (95).
ـ الفوائد من حديث صفات المنافقين:
1ـ من أقبح الصفات وأسوئها التي يجب على المسلم أن يتجنبها: صفات المنافقين، ومنها:
أـ الكذب في الحديث: فالمنافق يكذب في حديثه ويقول ما لم يقع، ويزيد في الكلام وينقص منه حسب هواه ومصلحته، ومن أمثلة الكذب: يقول فعلت كذا وهو لم يفعل، يتهم الشخص بالخطأ وهو يعلم أنه بريء منه.
ب ـ إخلاف الوعد: فالمنافق يخلف وعده وما التزم بأدائه، ويخدع من وثق به، إلا إذا كانت له مصلحة فإنه يحافظ على الوعد والعهد على قد مصلحته فقط، ومن أمثلة إخلاف الوعد: طالب في المدرسة يعد المعلم بحل الواجب ثم يخلف وعده.
ج ـ خيانة الأمانة: فلا يحفظها ولا يؤديها إلى أهلها بل يضيعها ويجحدها، ومن أمثلة ذلك: تضييع المال الذي اؤتمن عليه وافشاء السر من ائتمنك عليه.
2ـ هذه صفات للنفاق العلمي يجب الحذر منها والبعد عنها، لأن المسلم يكون فيه شبه بالمنافق على قدر ما فيه من هذه الصفات.
الفوائد من حديث صلة الرحم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) .رواه البخاري (2067) ومسلم ) 2557(
ـ الفوائد من حديث صلة الرحم:
1ـ يوصيك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم بتقوية علاقتك مع أقاربك، وزيادة محبتهم وألفتهم، والقيام بصلتهم الأقرب منهم فالأقرب.
2ـ لتحقيق صلة الرحم نقترح عليك:
أـ أن تسلك وسائل متعددة مع أقاربك، مثل: زيارتهم، والسؤال عنهم، والاتصال بهم، وإهدائهم، وتفقد أحوالهم، وإعانتهم، والعفو عنهم.
ب ـ أن تنبذ كل طريق تؤدي إلى التقاطع والتباغض معهم، سواء أكان: بالقول مثل: سبّهم ولعنهم، ورفع الصوت عليهم، أما بالفعل، مثل: التكبر عليهم وظلمهم، وغشهم.
3ـ ينبغي ألا تقابل قطيعتهم أو إساءتهم بالمثل، بل تصل من قطعك وتُحسن لمن أساء إليك.
4ـ احذر من قطيعة رحمك، فإن عقوبة قاطع الرحم معجّلة له في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة.
5ـ أظنك ستزيد عنايتك بأقاربك إذا علمت ما أعدّه الله من الأجر لواصل رحمه، وما توعدَّ به من العقوبة لقاطع رحمه، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
6ـ ما أعده الله من الأجر في الدنيا مثل: سعة الرزق وطول العمر، وفي الآخرة، مثل: دخول الجنة.
7ـ ما توعد الله به من العقوبة: في الدنيا مثل: ذهاب بركة المال والصحة، وفي الآخرة، مثل: عدم دخول الجنة.
الفوائد من حديث مفسدات الأخوة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظنَّ فإنَّ الظن أكذَبُ الحديثِ ولا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا ولا تَنَاجَشُوا ولا تَحَاسَدُوا ولا تبَاغَضُوا ولا تَدابَرُوا وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا). رواه البخاري (6064)
ـ الفوائد من حديث مفسدات الأخوة:
1ـ الإسلام دين محبة وإخاء، ضرب أروع الأمثلة في التآخي والمودة، وأوجبها بين المسلمين، وجعل رابطة الدين أقوى الروابط.
2ـ حذر الإسلام من كل ما يخل بهذه الرابطة من الأعمال التي تسبب العداوة والبغضاء بين المسلمين، سواء أكانت بالقلب أم بالبدن أم باللسان.
3ـ من الأعمال القلبية المفسدة للأخوة: الاتهام بدون دليل وإنما لمجرد ظنون وشكوك، والحسد والبغضاء.
4ـ من الأعمال البدنية المفسدة للأخوة: التهاجر والقطيعة بترك التزاور والسلام والإعراض وترك إجابة الدعوة والاعتداء بالضرب أو القتل أو الجرح.
5ـ من الأقوال المفسدة للأخوة: الغيبة، السخرية، اللعن، النميمة، التحقير.
6ـ الشيطان حريص على إفساد الأخوة، فهذه المفاسد تتتابع: تبدأ بما يلقي الشيطان من الظن، ثم يتجسس ليحقق ظنه، ثم يدبر عن أخيه ثم يبغضه، ثم يقطع حبال الأخوة ويهجره.
7ـ على عباد الله أن يتقوا الله، ويبتعدوا عما يسبب الفرقة بينهم، ويهجروا الذنوب والمعاصي وما حرم الله، فهذه من أفصل صور الهجرة.
8ـ التحذير من الاعتداء بغير وجه حق.
الفوائد من حديث منزلة الجار
عن أَبي هريرة رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ أَن النَّبيَّ ﷺ قَالَ: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ). رواه البخاري (6016)
ـ الفوائد من حديث منزلة الجار:
1ـ منزلة الجار في الإسلام كبيرة، وحقه عظيم، وقد أمر الله بأداء حقه في كتابه، وأوصى بذلك النبي ﷺ في سنته.
2ـ وصى الله الجار في قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ). [سورة النساء:36]
3ـ نفي كمال الإيمان عمن لا يأمن جاره شره حيث أقسم النبي ﷺ على ذلك.
4ـ التأكيد على حق الجار لتكرار الحلف على نفي الإيمان عمن لا يؤمن شره، ويشمل ذلك الجار المسلم وغير المسلم.
5ـ من حقوق الجار التي أمر الإسلام بها: الهدية، كف الأذى، حفظ العرض.
6ـ من صور أذية الجار المحرمة: كشف حرمة بيته بالنظر، أذيته، والتجسس عليه، والاعتداء على ممتلكاته.  ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها/لا أحد أحفظُ للمعروف من الله/الرحمة كلمة صغيرة ولكن/فوائد لبعض الأحاديث ( المجموعة الأولى)/...

من صيد الخاطر معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الوكيل) د. باسم عامر بسم الله الرحمن الرحيم - الدليل: قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا حَسْ...